d_shib
عدد الرسائل : 115 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: عندما تكون الشهامة صنو الغباء الخميس 16 أكتوبر 2008, 7:39 pm | |
|
هذه حكاية ربما سمع بها الكثيرون من القراء، إنها حكاية المواطن الخليجي الذي كان يسحب نقودا من جهاز الصراف الآلي، وما أنْ فرغ من ذلك، حتى اقترب منه شخص بدا بسيطا وساذجا، وأبلغه أنه لا يعرف كيفية استخدام الجهاز لسحب النقود، وطلب منه، بالتالي، سحب النقود نيابة عنه بعد أن زوده بالبطاقة والرقم السري، وكما كان سيفعل معظمنا في مثل تلك المواقف، فإن المواطن الخليجي قام وبكل شهامة بسحب المبلغ المطلوب وسلمه لصاحب البطاقة.. وشكرا.. لا شكر على واجب.. وراح كل واحد منهم في حاله، وفي اليوم التالي راح المواطن الخليجي في ستين داهية، عندما اعتقلته الشرطة بتهمة استخدام بطاقة صرافة مسروقة، وواجهوه بالدليل: شريط فيديو مصور (بالمناسبة فإن كل أجهزة الصرافة الآلية بها كاميرات فيديو).. لا أعرف كيف انتهت قضيته ولكنني أعرف كيف انتهت قضايا آخرين أودت بهم "الشهامة" الى السجن والموت. في سجون تايلند والهند وسنغافورة، سجناء بعضهم ينتظر عقوبة الإعدام، لإدانتهم بجرائم تهريب المخدرات، وبعد استئنافات وطعون قدمها كوكبة من أبرع المحامين والمتحرين اتضح أنَّ كثيرين منهم أبرياء: في مطار ما، يقترب شخص يعاني من صعوبات في المشي من شاب، ويطلب منه في نبرة تحنن حتى قلب نتنياهو: ممكن يا ابني حمل حقيبة اليد هذه نيابة عني.. أو امرأة تحمل رضيعا وحقيبة وتتقدم بطلب مماثل.. وأحيانا قد تحسب نفسك شهما بينما أنت في واقع الأمر غبي وساذج.. لماذا تحمل حقيبة تعود لشخص لا تعرفه ولا تعرف محتوياتها؟ الشباب الذين دخلوا السجون الآسيوية راحوا ضحايا حيل حقيرة من مهربي المخدرات.. هذا الشاب شكله ابن ناس، ولو استدرجته بادعاء المرض والإعاقة لحمل حقيبة المخدرات، فإن رجال الجمارك لن يشكُّوا فيه.. في زمان صارت فيه أمهات يهربن المخدرات في (بامبرز) أطفالهن الرضع، لا مجال للشهامة في ما يتعلق بحمل الأمتعة نيابة عن الآخرين في المطارات والموانئ.. بينما كنت في مطار الخرطوم في طريقي الى الدوحة قبل شهرين، تقدم نحوي رقيب شرطة وطلب مني تسليم مظروف كبير بداخله ورق وأشياء صلبة، الى شخص قال إنه سيكون في انتظاري في مطار الدوحة فقلت له: حاضر.. بس افتح المظروف أمامي وخليني أشوف ماذا بداخله.. سألني: هل أنت جاد؟ قلت له: هذا شرطي لتوصيل المظروف، ولأنه رجل أمن فقد أدرك سبب تخوفي، وفتح المظروف واطمأننت الى أنه لا يحوي رول أفلام فوتغرافية وأوصلته الى الشخص المعني.. ويحدث كثيرا ان يطلب مني شخص أعرف أنه سوداني 100 % أن نضع أمتعتنا سويا على الميزان، لأنني لا أحمل أمتعة كثيرة فأرفض بلا أدنى إحساس بالذنب.
|
|
| |
|